فصل: قال الأخفش:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{واثّاقلتم}. وكان الكسائىّ يعيب قولهم (فلتفرحوا) لأنه وجده قليلا فجعله عيبا، وهو الأصل. ولقد سمعت عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال في بعض المشاهد: «لتأخذوا مصافّكم» يريد به خذوا مصافّكم.
وقوله: {وَما تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَما تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا} (61) يقول: اللّه تبارك وتعالى شاهد على كل شيء. (وما) هاهنا جحد لا موضع لها.
وهى كقوله: {ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ} يقول: إلا هو شاهدهم.
{وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ} و(أصغر وأكبر). فمن نصبهما فإنما يريد الخفض: يتبعهما المثقال أو الذرّة. ومن رفعهما أتبعهما معنى المثقال لأنك لو ألقيت من المثقال (من) كان رفعا. وهو كقولك: ما أتانى من أحد عاقل وعاقل. وكذلك قوله: {ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ}.
وقوله: {أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (63)} (الذين) في موضع رفع لأنه نعت جاء بعد خبر إنّ كما قال إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ وكما قال: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} والنصب في كل ذلك جائز على الإتباع للاسم الأوّل وعلى تكرير (إنّ).
وإنما رفعت العرب النعوت إذا جاءت بعد الأفاعيل في (إنّ) لأنهم رأوا الفعل مرفوعا، فتوهّموا أن صاحبه مرفوع في المعنى- لأنهم لم يجدوا في تصريف المنصوب اسما منصوبا وفعله مرفوع- فرفعوا النعت. وكان الكسائىّ يقول: {أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ}.
(71) والإجماع: الإعداد والعزيمة على الأمر. ونصبت الشركاء بفعل مضمر كأنك قلت: فأجمعوا أمركم وادعوا شركاءكم. وكذلك هي في قراءة عبد اللّه. والضمير هاهنا يصلح إلقاؤه لأن معناه يشا كل ما أظهرت كما قال الشاعر:
ورأيت زوجك في الوغى ** متقلّدا سيفا ورمحا

فنصبت الرمح بضمير الحمل غير أن الضمير صلح حذفه لأنهما سلاح يعرف ذا بذا، وفعل هذا مع فعل هذا.
وقد قرأها الحسن {وشركاؤكم} بالرفع، وإنما الشركاء هاهنا آلهتهم كأنه أراد: أجمعوا أمركم أنتم وشركاؤكم. ولست أشتهيه لخلافه للكتاب، ولأن المعنى فيه ضعيف لأن الآلهة لا تعمل ولا تجمع. وقال الشاعر:
يا ليت شعرى والمنى لا تنفع ** هل أغدون يوما وأمرى مجمع

فإذا أردت جمع الشيء المتفرّق قلت: جمعت القوم فهم مجموعون كما قال اللّه تبارك وتعالى: {ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود} وإذا أردت كسب المال قلت: جمّعت المال كقول اللّه تبارك وتعالى: {الَّذِي جَمَعَ مالًا وَعَدَّدَهُ} وقد يجوز جمع مالا وعدّده. وهذا من نحو قتلوا وقتّلوا.
وقوله: {ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ} وقد قرأها بعضهم: {ثم أفضوا إلىّ} بالفاء. فأما قوله: {اقضوا إلىّ} فمعناه: امضوا إلىّ، كما يقال قد قضى فلان، يراد: قد مات ومضى.
وأما الإفضاء فكأنه قال: ثم توجّهوا إلىّ حتى تصلوا، كما تقول: قد أفضت إلىّ الخلافة والوجع، وما أشبهه.
وقوله: {بِما كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذلِكَ نَطْبَعُ} (74) يقول: لم يكونوا ليؤمنوا لك يا محمد بما كذّبوا به في الكتاب الأوّل، يعنى اللوح المحفوظ.
وقوله: {قالَ مُوسى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَكُمْ أَسِحْرٌ هذا} (77) يقول القائل: كيف أدخل ألف الاستفهام في قوله: {أسحر هذا} وهم قد قالوا (هذا سحر) بغير استفهام؟
قلت: قد يكون هذا من قولهم على أنه سحر عندهم وإن استفهموا كما ترى الرجل تأتيه الجائزة فيقول: أحقّ هذا؟ وهو يعلم أنه حقّ لا شكّ فيه. فهذا وجه.
ويكون أن تزيد الألف في قولهم وإن كانوا لم يقولوها، فيخرج الكلام على لفظه وإن كانوا لم يتكلّموا به كما يقول الرجل: فلان أعلم منك، فيقول المتكلم: أقلت أحد أعلم بذا منّى؟ فكأنه هو القائل: أأحد أعلم بهذا منى. ويكون على أن تجعل القول بمنزلة الصلة لأنه فضل في الكلام ألا ترى أنك تقول للرجل: أتقول عندك مال؟ فيكفيك من قوله أن تقول: ألك مال؟ فالمعنى قائم ظهر القول أو لم يظهر.
وقوله: {أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا} (78) اللفت: الصرف تقول: ما لفتك عن فلان؟ أي ما صرفك عنه.
ويقول القائل: كيف قالوا {وتكون لكما الكبرياء في الأرض} فإنّ النبي صلى اللّه عليه وسلم إذا صدّق صارت مقاليد أمّته وملكهم إليه، فقالوه على ملك ملوكهم من التكبر.
وقوله: {ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ} (81) (ما) في موضع الذي كما تقول: ما جئت به باطل. وهى في قراءة عبد الله: {ما جئتم به سحر} وإنما قال (السحر) بالألف واللام لأنه جواب لكلام قد سبق ألا ترى أنهم قالوا لما جاءهم به موسى: أهذا سحر؟ فقال: بل ما جئتم به السحر. وكل حرف ذكره متكلم نكرة فرددت عليها لفظها في جواب المتكلم زدت فيها ألفا ولاما كقول الرجل: قد وجدت درهما، فتقول أنت:
فأين الدرهم؟ أو: فأرنى الدرهم. ولو قلت: فأرنى درهما، كنت كأنك سألته أن يريك غير ما وجده.
وكان مجاهد وأصحابه يقرءون: {ما جئتم به آلسحر}: فيستفهم ويرفع السحر من نيّة الاستفهام، وتكون (ما) في مذهب أي كأنه قال: أي شيء جئتم به؟
آلسحر هو؟ وفى حرف أبىّ {ما أتيتم به سحر} قال الفراء: وأشكّ فيه.
وقد يكون {ما جئتم به السحر} تجعل السحر منصوبا كما تقول: ما جئت به الباطل والزور. ثم تجعل {ما} في معنى جزاء و{جئتم} في موضع جزم إذا نصبت، وتضمر الفاء في قوله: {إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ} فيكون جوابا للجزاء. والجزاء لا بدّله أن يجاب بجزم مثله أو بالفاء. فإن كان ما بعد الفاء حرفا من حروف الاستئناف وكان يرفع أو ينصب أو يجزم صلح فيه إضمار الفاء. وإن كان فعلا أوّله الياء أو التاء أو كان على جهة فعل أو فعلوا لم يصلح فيه إضمار الفاء لأنه يجزم إذا لم تكن الفاء، ويرفع إذا أدخلت الفاء. وصلح فيما قد جزم قبل أن تكون الفاء لأنها إن دخلت أو لم تدخل فما بعدها جزم كقولك للرجل: إن شئت فقم ألا ترى أنّ (قم) مجزومة ولو لم يكن فيها الفاء، لأنك إذا قلت إن شئت قم جزمتها بالأمر، فكذلك قول الشاعر:
من يفعل الحسنات اللّه يشكرها ** والشرّ بالشرّ عند اللّه مثلان

ألا ترى أن قولك: (اللّه يشكرها) مرفوع كانت فيه الفاء أو لم تكن، فلذلك صلح ضميرها.
وقوله: {فَما آمَنَ لِمُوسى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ} (83) ففسّر المفسرون الذرّيّة: القليل. وكانوا- فيما بلغنا- سبعين أهل بيت.
وإنما سموا الذرّية لأن آباءهم كانوا من القبط وأمهاتهم كنّ من بنى إسرائيل، فسموا الذرّية كما قيل لأولاد أهل فارس الذين سقطوا إلى اليمن فسمّوا ذراريّهم الأبناء لأن أمهاتهم من غير جنس آبائهم.
وقوله: {عَلى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِمْ}، وإنما قال: {وملئهم} وفرعون واحد لأن الملك إذا ذكر بخوف أو بسفر أو قدوم من سفر ذهب الوهم إليه وإلى من معه ألا ترى أنك تقول: قدم الخليفة فكثر الناس، تريد: بمن معه، وقدم فغلت الأسعار لأنك تنوى بقدومه قدوم من معه. وقد يكون أن تريد بفرعون آل فرعون وتحذف الآل فيجوز كما قال: {وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ} تريد أهل القرية واللّه أعلم. ومن ذلك قوله: {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ}.
وقوله: {وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً} (87) كان فرعون قد أمر بتهديم المساجد، فأمر موسى وأخوه أن يتّخذ المساجد في جوف الدور لتخفى من فرعون. وقوله: {وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً} إلى الكعبة.
وقوله: {رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوالًا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا}
(88) ثم قال موسى {ربنا} فعلت ذلك بهم {ليضلّوا} الناس {عن سبيلك} وتقرأ {ليضلّوا} هم {عن سبيلك} وهذه لام كى.
ثم استأنف موسى بالدعاء عليهم فقال: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ}.
يقول: غيّرها. فذكر أنها صارت حجارة. وهو كقوله: {مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا}.
يقول: نمسخها.
قوله: {وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ}. يقول: واختم عليها.
قوله: {فَلا يُؤْمِنُوا}. كلّ ذلك دعاء، كأنه قال اللهم {فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ} وإن شئت جعلت {فلا يؤمنوا} جوابا لمسئلة موسى عليه السلام إياه لأن المسألة خرجت على لفظ الأمر، فتجعل {فلا يؤمنوا} في موضع نصب على الجواب، فيكون كقول الشاعر:
يا ناق سيرى عنقا فسيحا ** إلى سليمان فنستريحا

وليس الجواب يسهل في الدعاء لأنه ليس بشرط.
وقوله: {قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما} (89) نسبت الدعوة إليهما وموسى كان الداعي وهارون المؤمّن، فالتأمين كالدعاء.
ويقرأ: {دعواتكما}.
وقوله: {فَاسْتَقِيما} أمرا بالاستقامة على أمرهما والثبات عليه إلى أن يأتيهما تأويل الإجابة. ويقال: إنه كان بينهما أربعون سنة.
قال: {آمَنْتُ أَنَّهُ} قرأها أصحاب عبد اللّه بالكسر على الاستئناف. وتقرأ (أنه) على وقوع الإيمان عليها. زعموا أن فرعون قالها حين ألجمه الماء.
وقوله: {فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جاءَهُمُ الْعِلْمُ (93)} يعنى بنى إسرائيل أنهم كانوا مجتمعين على الإيمان بمحمد صلى اللّه عليه وسلم قبل أن يبعث، فلمّا بعث كذّبه بعض وآمن به بعض. فذلك اختلافهم. و(العلم) يعنى محمدا صلى اللّه عليه وسلم وصفته.
وقوله: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ (94)} قاله تبارك وتعالى لنبيه صلى اللّه عليه وسلم وهو يعلم أنه غير شاكّ، ولم يشكك عليه السلام فلم يسأل. ومثله في العربية أنك تقول لغلامك الذي لا يشكّ في ملكك إياه: إن كنت عبدى فاسمع وأطع. وقال اللّه تبارك وتعالى لنبيه عيسى صلى اللّه عليه وسلم {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ} وهو يعلم أنه لم يقله، فقال الموفّق معتذرا بأحسن العذر: {إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ}.
وقوله: {فَلَوْلا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها} (98) وهى في قراءة أبىّ {فهلّا} ومعناها: أنهم لم يؤمنوا، ثم استثنى قوم يونس بالنصب على الانقطاع مما قبله: ألا ترى أن ما بعد (إلّا) في الجحد يتبع ما قبلها، فتقول: ما قام أحد إلا أبوك، وهل قام أحد إلا أبوك لأن الأب من الأحد فإذا قلت: ما فيها أحد إلا كلبا وحمارا، نصبت لأنها منقطعة ممّا قبل إلا إذ لم تكن من جنسه، كذلك كان قوم يونس منقطعين من قوم غيره من الأنبياء.
ولو كان الاستثناء هاهنا وقع على طائفة منهم لكان رفعا. وقد يجوز الرفع فيها كما أن المختلف في الجنس قد يتبع فيه ما بعد إلا ما قبل إلا كما قال الشاعر:
وبلد ليس به أنيس ** إلا اليعافير وإلا العيس

وهذا قوة للرفع، والنصب في قوله: {ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ}.
لأن اتباع الظن لا ينسب إلى العلم. وأنشدونا بيت النابغة:
..... وما بالربع من أحد ** إلا أوارىّ ما إن لا أبيّنها

قال الفراء: جمع في هذا البيت بين ثلاثة أحرف من حروف الجحد: لا، وإن، وما. والنصب في هذا النوع المختلف من كلام أهل الحجاز، والإتباع من كلام تميم.
وقوله: {وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ} (100): العذاب والغضب. وهو مضارع لقوله الرجز، ولعلهما لغتان بدّلت السين زايا كما قيل الأسد والأزد. اهـ.

.قال الأخفش:

{أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هذا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ}
قال: {أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ} القدم هاهنا: التقديم، كما تقول: هؤلاء أَهْلُ القَدَمِ [131] في الإسلام أي: الذين قدموا خيرا فكان لهم فيه تقديم.
{هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذلك إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}
وقال: {وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ} ثقيلة فجعل {وَقَدَّرُهُ} مما يتعدى الى مفعولين كأنه وجعله منازل.
وقال: {جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا} فجعل القمر هو النور كما تقول: جَعَلَهُ اللهُ خَلْقًا وهو مخلوق وهذا الدِرْهَمُ ضَرْبُ الأَمِير. وهو مضروب.
وقال: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا} فجعل الحسن هو المفعول كالخلق.
وقال: {وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ} وقد ذكر الشمس والقمر كما قال: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ}.
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ}
وقال: {يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ} كأنه جعل {تَجْرِي} مبتدأة منقطعة من الأول.
{وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذلك زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}
وقال: {كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ} و{كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً} وهذا في الكلام كثير وهي {كَأَنَّ} الثقيلة ولكنه اضمر فيها فخفف كما تخفف (أَنَّ) ويضمر فيها وانما هي كَأَنْهُ لَمْ وقال الشاعر: [من الخفيف وهو الشاهد الثامن والعشرون بعد المائتين]:
وَيْ كَأَنْ مَنْ يَكُنْ لَهُ نَشَبٌ يُحْبَبْ ** وَمَنْ يَفْتقِرْ يَعِشْ عَيْشُ ضرِّ

وكما قال [من الهزج وهو الشاهد التاسع والعشرون بعد المائتين]:
[وصَدْرٍ مُشْرِقِ النَّحْرِ] ** كَأَنْ ثَدْياهُ حُقّانِ